في كل مرة نشعر بموقف قوي — سواء كان حزنًا، فرحًا، خوفًا، أو حبًا — يترك هذا الشعور أثرًا في ذاكرتنا يسمى “الذاكرة العاطفية”. هذه الذاكرة لا تحتفظ فقط بالتفاصيل، بل بالأحاسيس المصاحبة لها، وتؤثر لاحقًا على قراراتنا بدون أن نلاحظ ذلك.

فعلى سبيل المثال، إذا ارتبط مكان معيّن بتجربة سعيدة، فقد نعود إليه لا شعوريًا طلبًا للراحة. والعكس صحيح، فقد نتجنب أماكن أو أشخاصًا يثيرون فينا مشاعر سلبية قديمة. هذه الارتباطات العاطفية تبرمج سلوكنا دون إدراك، وتجعلنا نكرر أنماطًا معينة حتى دون منطق.

الذاكرة العاطفية تُستخدم كثيرًا في مجالات مثل الإعلان، حيث تُربط المنتجات بمشاعر إيجابية لتحفيز الشراء. كما أنها تفسّر لماذا نتمسك ببعض العلاقات، أو نخاف من اتخاذ قرارات جريئة.

فهمنا لهذا النوع من الذاكرة يمنحنا وعيًا أكبر بتصرفاتنا، ويفتح لنا باب التحكم في قراراتنا بدل أن نظل أسرى لماضٍ عاطفي قديم.