في عالم يضج بالأصوات والضوضاء، يصبح الصمت أحيانًا أعظم وسيلة للتعبير. كثيرون لا يدركون أن الصمت ليس ضعفًا أو هروبًا، بل هو فنّ يحتاج إلى وعي وقوة داخلية. ففي لحظات الغضب، الصمت يُجنبنا الندم. وفي أوقات الحزن، يمنحنا مساحة للتأمل والشفاء. وحتى في الفرح، قد يكون الصمت علامة على الامتنان العميق الذي تعجز الكلمات عن وصفه.
الإنصات الحقيقي يبدأ حين نصمت، وعندما نكفّ عن الكلام نبدأ في سماع العالم من حولنا بوضوح مختلف. نتذوق تفاصيل اللحظة، ونفهم الأشخاص، ونقترب من أعماقنا الداخلية. الصمت يمنحنا فرصة للتواصل مع ذواتنا ومع الآخرين بلغة أعمق من الكلام.
في زمن تُستهلك فيه الكلمات بسرعة، يصبح الصمت نادرًا وقيّمًا. فلنجعل من الصمت وسيلة للسلام، لا وسيلة للهروب. ولنتعلم متى يكون الصمت أبلغ من أي حديث.