في عالم يضجّ بالأصوات والمطالب والتسارع، يصبح الهدوء عملة نادرة ولغة لا يُتقنها الكثيرون. قد يظن البعض أن الصمت ضعف، أو أن التروي تأخير، لكن في الحقيقة، الهدوء هو قمة الحكمة وقوة السيطرة على النفس.

الهدوء ليس مجرد انعدام للكلام أو الضجيج، بل هو حالة ذهنية راقية، تعكس عمق الشخص وفهمه لما يدور حوله. الشخص الهادئ لا يُستفز بسهولة، ولا يندفع في ردوده، بل يزن كل كلمة، ويحسب كل خطوة. هو الشخص الذي حين يتحدث، ينصت له الجميع، لأنه لا يتحدث عبثًا.

في المقابل، يعاني بعض الناس من الخوف من الصمت، فيُسرعون بالكلام خشية الفراغ، ويملؤون اللحظات بالضجيج، دون أن يدركوا قيمة السكون. بينما في لحظات الصمت، تُولد الأفكار، وتُبنى القرارات، وتُرمم الجروح.

لذلك، تعلّم كيف تصغي بهدوء، كيف تتحدث بهدوء، وكيف تعيش بهدوء. ففي الهدوء تجد قوتك، وفي الصمت تتجلّى حِكمتك. فالهدوء ليس ضعفًا… بل هو أسلوب حياة.